معرفش ليه مبقيتش مقبل على حضور خطبة الجمعة زى زمان ,
بس بقيت بحس أنها بقت زى الة الزمن بتروح فيها لزمان و بيئة مثالية و مختلفة تماما
و بعد ما تخلص تصطدم بالواقع المؤلم اللى حواليك . ثقتى فى ائمة المساجد بقت أقل ما
يكون و بالأخص بعد الإنتخابات البرلمانية , و الحمد لله البرلمان لا جاب مجد
المسلمين و لا طبق الشريعة بما لا يخالف شرع الله .
أنا مقتنع تماما أن لولا تجمع المصريين ذو الأغلبية
المسلمة فى صلاة الجمعة مكوناش حنقدر نبقى فى ربع اللى احنا فيه , الجماعة هى اللى
بتخلى الحلم واقع و الموروث العقائدى و الثقافى اللى عندنا كتير بيحسدونا عليه .
ليه ما نستغلش خطبة الجمعة فى توعية الناس على الأقل دينيا , على الأقل الناس
تتعلم دينها صح و يا ريت لو الخطبة تناقش أحوال المنطقة المرتكز فيها المسجد أو
الزاوية اللى فيها الخطبة و بعد الخطبة تبدأ الناس تتكلم مع بعضها و تشوف ازاى تحل
مشاكلها ..
ايه , احوالنا كلها زى الفل يعنى , ما فيش عندنا مشكلة مجارى و لا واحد عندة مشكلة
مادية أو شوارعنا كلها بتبرق عشان الخطبة ما تتكلمش عن أى حاجة غير عن حياة النبى
عليه الصلاة و السلام أو الصحابة رضى الله عنهم و عنهن !
طب أيام النبى عليه الصلاة و السلام , كانت الخطبة بيتقال فيها ايه تفتكروا ؟!
الهروب إلى الماضى ليس الحل , نحن بحاجة إلى وصل القديم بالجديد , المسجد مؤسسة
حيوية فى أى مجتمع مسلم سواء فى رعاية محيطه معنويا و ماديا أو فى التكامل مع باقى
المؤسسات و منها الكنيسة فى حل مشاكل المجتمع اليومية بل وللضغط على صناع القرار
للإهتمام بقضايا الشارع .
كلاهما سنهما تجاوز السبعين , كيف تثق فى رؤية شخص لا
يضمن لنفسه أن يعيش عشرة سنوات أخرى و هى أقل مدة يمكن أن تبنى فيها رؤية مصر ما
بعد الثورة ?
كلاهما تبنوا مواقف النظام السابق ضد الثورة أثناء
قيامها , ثم تحولوا إلى متحدثين باسمها بعد اسقاطها لرأس النظام .
كلاهما عاش فى أبهة و قصور و حراسات مشددة , لا أعتقد
أنهم على استعداد للتخلى عن كل هذا فى سبيل تحقيق مصداقية لشعب أغلبيته من الأميين
يعشقون "الريس الحمش" .
الأول قد يستغل خبراته السابقة فى تحسين علاقات مصر
"خارجيا" و لكن الان مصر بحاجة الى من يحسن علاقاتها "داخليا"
, و الثانى قد يستغل خبراته العسكرية و التكتيكية فى احكام أمن الدولة و الشرطة و الجيش على
"أمن" مصر و يعيد الإستقرار كما وعد خلال شهر .
كلاهما اعتاد العمل فى بيئة معينة , فالأول أعتاد على
الفنادق الفخمة و القصور فتكلفته المادية التى ستنفق من أموال الشعب سوف تكون
باهظة , و الثانى اعتاد على أن يعطى أوامر فتنفذ و لا تناقش فلن يختلف كثيرا عن
مبارك خاصة و هو أحد تلامذته.
عمرو موسى و أحمد شفيق وجهان لعملة النظام الفاشل الكهل
الذى لا يقوى على اراء طموحات المصريين بعد الثورة , اختفاؤهم من الصورة يحقق بشكل
كبير حلم تطور الدولة و يضمن سقوط الإستبداد القائم . أما عوتهما تعنى شيئا واحدا
بالنسبة لى أن شيئا لن يتغير فى هذه البلد و ان تغيير فسيكون للأسوأ !
اتفرجت مؤخرا على
فيلم 678 لمحمد دياب و بتمنى إن اشوف
افلام بتمس واقعنا بجد بدل افلام القصور و الحب و الهلس . و الفيلم ده فى نظرى هو
اللى ممكن نواجه بيه افلام السبكى و اللى على شاكلتها من الأفلام اللى بتعتمد على
اللحم الرخيص و الكلام المبتذل ذو المعانى الأبيحة فى ترويج الأفلام و اخرها فيلم
"شارع الهرم" اللى حقق أعلى أرباح لسنة 2011.
و المواجهة بين
النوعيتين من الأفلام بتفرض سؤال مهم ؛ هل حرية الفن فى طرح أى موضوع بالطريقة
اللى شايفها المنتج أو المخرج حق مكفول ؟ ولا لازم يبقى فيه ضوابط ؟
رأيى أنا ان مينفعش مع مجتمع جاهل و متخلف زى المجتمع المصرى و لا يسد احتياجاته
الأساسية و من أبرزها حقه فى التمتع بممارسة الجنس , انى "يتهيج"
بالأفلام اللى شاكلة "شارع الهرم" . و فى نفس الوقت أنا ضد الحجر على
حرية التعبير أيا كان الموضوع اللى بيطرح و من حق المتضرر من طرح الموضوع انه يلجأ
للقضاء (لما يبقى فيه انشاء الله) . لأن زى ما فيه مواضيع مبتذلة و رديئة زى
"شارع الهرم" فى أفلام راقية و جريئة فى نفس الوقت و منها "رسائل
البحر" لخيرى بشارة مثلاً .
فيلم 678 معجبنيش فيه
طريقة عرض الرجال "كلهم" على انهم اما متحرشون بالنساء أو يرونهن على انهن
وسيلة للمتعة لا أكثر لأن الواقع أمر من كده بكتير.
قضية التحرش الجنسى بالنساء
قضية متعددة الأبعاد , أصعب بعد فيها هو البعد الإجتماعى اللى احنا بنعانى منه و بالذات
فى المدن المكتظة بالناس بتزداد فيها فرص التحرش زى ما الفيلم ادا مثل بالأتوبيس .
البعد الثانى هو الجوع الجنسى اللى الناس بتعانى منه و بالأخص الرجال (أو ما تبقى
منهم) ,و فى نفس الوقت هو مطالب بأن يكتم رغباته برغم كل الإستفزازات اللى حواليه اللى
مهما حاولت الستات انها تحد منها مش حتقدر برضو تقتل الرغبة اللى حولت معظم
الرجالة ل"زومبيز" على أجساد النساء. البعد الثالث الخطاب الجاهلى الذى
حول صورة المرأة أو البنت إلى "أنتيكة" فى البيت تبقى تحت طوع الراجل
سواء كان جوزها و لا أبوها و لا أخوها غير كده تبقى "متبرجة" أو مش ولا
بد , و الخطاب اللى من النوع ده خلى أتباعه أحسن مواقفهم أنهم يقولوا "تستاهل
.. هى اللى جابتو لنفسها" .
و شايف دلوقتى ان لغة
الأفلام هى الأنسب فى تصحيح المفاهيم عند الناس و اننا لازم ندعم السينما الواقعية
الهادفة لحد ما ربنا يفرجها علينا . برافو محمد دياب !
مش عارف ليه الناس مكبرة أوى موضوع تطبيق الشريعة الإسلامية فى مصر لو الإسلاميين فازوا بالرئاسة , ممكن أى "دكر" يطبق الشريعة الإسلامية بحذافيرها , و مع المصريين ؟! , كان الفاروق عمر أقدر أن يفعلها و لم يستطع !
تطبيق الشريعة الإسلامية فى جو صحى و مثالى أقرب للرفاهية , تخيلوا معايا كده لو مفيش فقراء بيمدوا اديهم لحد , أو تاخد قرض من البنك من غير ما يتخرب بيتك , أو تتكفل الدولة بضمان حقك فى الزواج و استقراره , أو غير المسلمين يعفون من تأدية الخدمة العسكرية مقابل جزية المال بدلا ما الحكومة تلهف الضرائب و برضو تدخلهم الجيش , أو انك تمشى فى الشارع من غير ما يدايقك واحد معرص من اللى بيدللوا على الشراميط و الخمرة و الحشيش , أو انك تضمن انك ما تلاقيش حرامى واحد فى البلد حتى و لو السجون مقفولة . و بكرر ده لو كنا مهأيين جو مثالى لتطبيق الشريعة ..
انما الواقع ابشع من انك تفكر انك تطرح فكرة مثل تطبيق الشريعة الا عن طريق تغيير جذرى و مفتكس لتغيير نمط حياة الصريين من كرباج الميرى الى حكمة الإسلام , و لو نجح هذا النظام فى الدول التى سبقت مصر فى تطبيقه ما بقى ال سعود على الكراسى و لكان مقام اية الله تحت الأقدام . و لكن العادة جرت بأن يكون الدين هو ما يكمم الأفواه عندما يتحدث الطغاة و هو لم يرسل الا مخضبا بدماء كل من امنوا بخلاصهم فى الإيمان به .
بسم الله .. تحيا أرواح الشهداء .. و يسقط حكم العسكر .
يتردد فى بعض الأوساط أن الطفل المصرى هو أذكى طفل فى العالم ... حتى دخوله المدرسة , فى تقديرى ما يحدث فى المؤسسات التعليمية هو أبعد ما يكون عن تزويد الأجيال بالعلوم بل هو عملية "ختان" لكل سبل التفكير السليم و تنميط أسلوب الفكر على أخذ الحلول الجاهزة (بمعنى اخر أنه ليس هناك إلا حل نموذجى واحد و لا حلول أخرى) من نص المقرر على الطلاب و بواسطة المدرس ، مما ساعد بشكل جلى على انتشار ما يسمى بالدروس الخصوصية حتى فى المرحلة الجامعية و ضعف مستوى البحث العلمى و تطبيقاته الى أدنى حد بل و وجود نسبة أمية مرعبة تتجاوز المعدلات المعلنة بالتأكيد بالإضافة إلى النسبة الغير معلنة للأمية الثقافية و الفكرية . و بالتأكيد هناك عامل قوى (وهو النظام الحاكم) يقف داعما وراء ضعف كفاءة المؤسسات التعليمية و تدنى المستوى الفكرى العام للشعب المصرى , لأن فى هذا استمرار لممارسة سلطاته على الشعب بوجهه المدنى أو العسكرى اذا تطلب الأمر .
و أتحدث عن المؤسسات التى تخضع بشكل مباشر تحت سيطرة الدولة كالمدارس والجامعات الحكومية و معظم المدارس و الجامعات الخاصة حيث تتشابه أوجه الإدارة و التوجيه و الثواب و العقاب بين الطلاب و بين المجندين و العاملين بالمؤسسات العسكرية بل تتطابق فى بعض الأحيان.
طابور الصباح المدرسى
بالنسبة لمعظم المدارس , طابور الصباح فى موعده للتتميم على الطلاب فى نفس الموعد تماما فى أى وحدة عسكرية , وقوف الطلبة فى تشكيل "قطارى" فى مواجهة المدرس الذى يشرف و يهتم بنظام "القطار" و هيئة من فيه من الطلاب سواء كانوا أولاد أم بنات (الأولاد حليقى الشعر – و الذقن فى بعض المدارس - ، و البنات لا يضعون أى وسائل للزينة و فى بعض المدارس يلزموهم بارتداء الحجاب أو بخلعه . كل هذا طبعا مع الإهتمام بتمام الزى الموحد لكل الطلاب) , جميع الفصول تشكل فى الأغلب هيئة مربع ينقصه ضلع حول "جندارى" أعلام الجمهورية و المحافظة ثم المدرسة إن وجد , تمارين الحركات الدورانية مع العد و التصفيق , حركات الصف و الإنتباه , تمارين شد الأذرع للأعلى و إلى الأمام , إلقاء ما يسمى بالإذاعة المدرسية و هو مزيج من الأخبار و بعض أيات القران الكريم (حتى و إن كانت المدرسة تضم مسيحيين) , تحية العلم و اداء النشيد الوطنى بأعلى صوت حتى مع جهل كلمات الأبيات و طريقة نطقها , كل هذا تحت اشراف السيد مدير المدرسة الذى فى معظم الأحوال يتابع الطابور و هو يعتلى المنصة اثباتا لسيطرته على مدرسته .التحركات المنتظمة فى طوابيرالى الفصول , قيام الطلاب للمعلم و رد التحية بأعلى صوت .العلم المصرى و القسم و صورة الزعيم فى كل فصل وهذا أول ما تحاسب عليه ادارة المدرسة من قبل الإدارات التعليمية اذا تم التقصير فيه قبل أن يساءلوا عن جودة ما يقدموه للطلبة من خدمات تعليمية .
استخدام الشتائم التى لا تنتهك العرض و لا تسب الوالدين لردع الطلبة فى حال عدم التزامهم بالهدوء , استخدام الأدوات التى لا تترك علامات أو تسيل دماء أو لاتنتهك العرض أو الشرف كالضرب على الكفوف أو رفع الذراعين منصوبين بما يعرف "بالتذنيب" بدلا من توجيهه الى مدير المدرسة الذى قد يقوم بضربه أكثر و أعنف أو يعطيه غيابا بعددا من الأيام قد تجعله يعيد اداء السنة التعليمية اذا لم يسترضى المدير بأى طريقة متعارف عليها (بالتأكيد كل ما ذكر من وسائل عقابية هو المسموح به و ليس التجاوزات , فبالتأكيد التجاوزات البشعة هى واقع ما يعيشه طلبة المدارس) .
توظيف بعض الطلاب ذوى الأجسام الكبيرة بوظيفة الشرطة "العسكرية" و ليست "المدرسية" مثلا و تصرف لهم الكتافة و غطاء الرأس باللون الأحمر حتى يتميزوا عن باقى الطلاب و يعطيهم سلطة عليهم, ووجود فرق الكشافة فى بعض المدارس الذين يتدربون على نصب الخيام. المشترك بين الشرطة العسكرية المدرسية و الكشافة هو أنهم يتلقون حافزا للتقدم و هو حضوره فى المدارس دون الإلتزام بحضور الطوابير و الحصص !
اعتماد العملية التعليمية على التلقين و الحفظ المستمر و ليس على البحث و المناقشة, على الكمية و ليس الكيفية و الأولوية , المناهج الدراسية كما نراها كتب مؤلفة من شخص أو عدة أشخاص لديهم مهارة التأليف أكثر من طرح المادة العلمية باستثناء مادتى الرياضيات و العلوم و اللتان يستوردان من مناهج إنجليزية , من النادر أن تجد أسماء المراجع التى تم إنتقاء المواد العلمية منها حتى على الكتب العلمية مما جعل مهمة عمل "تقرير" أو "بحث" لأى طالب هى أشبه بمهمة "نقل" أو "تأليف" لكى يحصل على بعض درجات أعمال السنة أو علامة "صح". وجود مناهج مثل "التربية القومية" التى لا تعرف لها مضمونا محددا و تهتم غالبا بغرس قيم الولاء للوطن و للحكومة و الرئيس مع بعض مواضيع الوحدة الوطنية و الدينية , و قد ألغيت مادة " التربية العسكرية " لسبب لا أعرفه و قد استنتجه و لكن المهم أن هناك خططا لاسترجاعها , و هناك تجاهل مقصود تجاه مواد دراسية أراها حيوية لأى شخص لكى يستطيع أن يخط خطا فى حياته مثل مادة الفلسفة و دمجها مع مادة علم النفس , و مادة الدين أو "التربية الدينية" بوجهيها المألوفين و إن لاقت مادة الدين اهتماما أكبر من مادة الفلسفة .
و بشكل عام تبقى المركزية فى اتخاذ أى قرار هى المجهض الرئيسى لعملية التعليم, حتى فى القرارات التى تخص كيفية جلوس الطلاب لتحسين استيعابهم أو الطريقة الأمثل للتدريس التى نالت اهتمام الطلبة , و التى تجعل من تطوير التعليم أمرا مستحيلا .
الأمر قد يختلف قليلا فى المرحلة الجامعية حيث التمتع بارتداء ما يحلو لك دون التقيد بزى موحد معيين , بالطبع لا توجد طوابير صباحية أو مسائية و لا تسجيل غياب أو قيد حضور الا فى الفصول العملية بالكليات العلمية . و لكن هذا لا يمنع من التدخل العسكرى لضمان الحفاظ على التصور الذى سبق لى ذكره فى بداية هذه المدونة .
يبدأهذا التدخل بمنح القوات المسلحة منحة لطلبة الجامعات و هى تأجيل التحاقهم بالجيش حتى اتمام تعليمهم بالجامعات على مرحلتين , المرحلة الأولى هى عند اجتياز المرحلة الثانوية بنجاح وذلك للإلتحاق بالجامعة و المرحلة الثانية عند بلوغ الطالب سن 19 سنة و ذلك لأنه مقيد بالجامعة فى أحد مراحلها . و فى حال عدم انهاء الطالب للمرحلة الجامعية عند سن 27 عاما يتم استدعاؤه لاداء الخدمة العسكرية اذا استوفى الشروط الصحية و القانونية ثم يستكمل تعليمه بالجامعة بعد انتهاء الخدمة العسكرية و التى ستجعل الطالب ينتظر 6 أشهر على أقل تقدير حتى يلتحق بالعام الدراسى الجديد .
جدير بالذكر أن الطالب الجامعى لا يستطيع أن يحصل على شهادة تخرجه الا بعد اتمامه لدورة "التربية العسكرية" و التى تتم داخل أسوار الجامعة و تحت اشراف ضباط عاملين بالقوات المسلحة لمدة اسبوع على أقل تقدير و قد تمتد الى شهر حيث يتم التعريف بمبادئ العلوم العسكرية مع التدريب على اداء الطوابير العسكرية, وهذا لا يمنع من استخدام الأساليب التى سبق ذكرها مع طلبة المدارس لحفظ النظام و الإلتزام أثناء الدورة .
و من قبل كل هذا عملية توزيع الطلاب الجامعيين الجدد عن طريق مكتب التنسيق تشبه كثيرا عملية توزيع المجندين على الوحدات العسكرية حيث لا يتم دخول الطلاب للكلية على أسس علمية سليمة و العملية أشبه "بسد خانه".
يجب أيضا أن لا ننسى دور أمن الدولة و الأمن المركزى فى رصد كل التحركات و التنظيمات المعارضة لنظام الحكم ,و التدخل الخفى و الظاهر و العنيف لصد أى محاولة لإبداء المعارضة أو الرفض بطريقة واضحة للجميع , و يجب أيضا أن لا نغفل بأن هذين الجهازين بالإضافة إلى عناصر المخابرات العسكرية من المجندين و العاملين و الذين كانوا و لا يزالوا نشطين فى رصد كل ما يدور داخل أسوار الجامعة .
مما يجعلنى أتساءل , هل هذه الجامعات التى تسمح للقوات المسلحة و من قبلها قوات الشرطة و جهاز أمن الدولة بممارسة كل هذه الصلاحيات جامعات مدنية مستقلة ؟ , بأى وصف نستطيع أن نصف شباب طلاب الجامعات : مدنيون أم عسكريون ؟ , و من ثم , من أين استمدت القوات المسلحة شرعية اقامة مثل هذه النظم داخل الجامعات الحكومية ؟
هذه المظاهر التى عايشتها و أنا طالب فى المدرسة و لمست بعض الأوجه منها فى مرحلة التعليم الجامعى كذلك قطاع كبير من المصريين تشبه الى حد كبير النظم الإدارية فى المؤسسات العسكرية , و أعتقد أنا تدخل العسكريين كأفراد فى السلطة هو الذى أثر على المؤسسة التعليمية و ليس العكس بدليل أن معظم من يتلقون تعليمهم فى مؤسسات أجنبية يحققون انجازات علمية و عملية , و بدليل أيضا أن المؤسسة التعليمية المصرية فى الفترة التى سبقت ثورة 1952 كانت تفرز علماء و مفكرين من طراز فريد كالدكتورمصطفى مشرفة أو العقاد.
السؤال الذى حان وقت طرحه , ما علاقة الطابور المدرسى و تحية العلم و لوحة القسم و صورة الرئيس بطلب العلم؟ , هل أصبح التعلم سنوات تقضى لنيل شهادة علمية شريطة عدم الرسوب أو بلوغ الحد الأقصى من الجزاءات ؟ , كيف تتم ادارة المؤسسة التعليمية و محاسبة المعلمين و الأساتذة سواء بالإيجاب أو بالسلب ؟ و هل كل هذه الممارسات التى تم ذكرها سواء من قبل الادارات التعليمية المختلفة أو التدخل المباشر للقوات المسلحة فى المؤسسة التعليمية قانونية؟
السؤال الأهم هل أسلوبا "إدارىا" وليس تعليميا كهذا يخرج مواطنين قادرين على التفكير و النقد و الرفض و التأيييد على أسس علمية و موضوعية؟ أم يخرج مواطنين مؤهلين أن يتقبلوا شيئا مثل أن يكون رئيسهم عسكريا أو الخضوع لقانون التجنيد الإجبارى ؟
اذا كنا نأمل فى مؤسسات علمية محترمة تقوم بتنمية الأجيال القادمة على أسس تربوية و علمية سليمة , يجب أن نجلس كاباء و معلمين و أساتذة و طلاب لنعيد التفكير فى هذه التفاصيل التى لا تنفع و قد تضر فقط . العسكرية تفرض فرضا على من اختار طريق الحرب وسيلة للدفاع عن الأرض و العرض وليس من هم دون ذلك . طلاب العلم لا يقلون أهمية عن حامل السلاح فهم بما حصلوه من علم قادرون على قيادة و توجيه شعبهم الى ما يؤدى الى الصالح العام .
بسم الله .. تحيا أرواح الشهداء .. و يسقط حكم العسكر
"يسقط حكم العسكر" .. ما المقصود بحكم العسكر المراد اسقاطه ؟
هل هو انهاء مدة الفترة الإنتقالية التى يتولى قيادتها - للأسف - المجلس الأعلى للقوات المسلحة ؟
هل هو اقصاء لكل الشخصيات العسكرية التى تتولى مناصب قيادية فى الدولة كرئاسة الجمهورية أو ادارة المحافظات أو المحليات ؟
أم ماذا ؟!
اسمحوا لى أن أقدم اضافة لمفهوم "حكم العسكر" الذى يجب علينا كمجتمع حر انهاؤه بكل الوسائل المتاحة و المشروعة , ليس كرها للمؤسسة العسكرية أو لمن ينتمون إليها و لكن خوفا على كرامة هذا الجيش التى انتهكت بانتهاك كرامة شعبه , مما يجعل المشهد معقدا فى عرضه حتى علىَ فى استكمال فهمه ، لهذا قبل أن تشرع فى قراءة السطور التالية أرجو أن تعتبر كل ما ستقرأه هو تعبير شخصى عن تجربة فعلية قابل للرفض أو للنقض أو حتى للسخرية و الأفضل سيكون للإستفهام و للنقاش.
حكم العسكر - كما اراه - هو زرع أوجه العسكرية فى كل المجالات داخل مصر (و خاصة المجالات الإدارية) حتى داخل شخصية المصريين أنفسهم ليكون المجتمع قادرا على صد أى عدوان ظاهرى قد يؤدى الى احتلال الأرض و ضياع السلطة أو نشر لأفكار من شأنها زعزعة اسقرارالنظام الحياتى اليومى أو هدم معتقد أو موروث اعتاد الناس عليه , فتكون النتيجة هى أن تنعدم الثقة فى أى شخص أو فكر يخالف العسكرية فترى المفكرين من مختلف الشرائح العمرية و المهنية و المعارضين السياسيين يعتقلون و يحرمون ليس فقط من التعبير عن قناعاته أو رفضهم بل حتى عن حقهم فى العيش كادميين تحت ادعاء نشر الفتن و زعزعة الإستقرار و العمالة لصالح جهات أجنبية و ترى العسكريين يرتادون اعلى المناصب حتى و ان اساءوا فى الإدارة .
حكم العسكر ليس شيئا ظاهريا يمكن أن يثار ضده بالهتاف أو بالمسيرات و الإعتصامات و لكنه قناعات و أفكار توارثناها أبا عن جد رسخت بداخلنا أن العسكرية شئ عظيم و مقدس و أن رجال الجيش و من يماثلوهم هم الأفضل دائما و الأجدر بالثقة , و هذا ما ثبت نفيه مع الثورة و الأحداث التى تبعتها. شعب مصر بمختلف شرائحه و خلفياته يمكن أن يساهم فى نهضة هذا البلد و الحفاظ عليه و من لديه شك فليسئل من شاء لهم الله أن يخرجوا من المعتقلات أو يتأملوا قصصا من من فقدوا حياتهم من أجل ما نحن فيه من تغيير.
لا أدرى بالضبط ما هى المهام المحددة المكلف بها الجيش و لكن كما حاضرنى أحد الضباط فى جلسة ودية بين حرارة شمس مايو و لهيب أسفلتها هى :
1-تأمين الحدود من العدوان الخارجى و من التهديدات الداخلية .
2-حماية الشرعية الدستورية (على حسب شرحهم هو الإجماع الشعب على اختيارات محددة) .
3-مساندة الإقتصاد الوطنى فى حال الأزمات الإقتصادية و تقليص اثار ضرر الكوارث الطبيعية . مما جعلنى أتساءل ما الذى قدمه الجيش لمصر على مدى العقود الست الماضية ؟ بالأخص و معظم من بيدهم صنع القرار كانوا من الجيش (باستثناء المرحلة الأخيرة فى حكم مبارك التى ولىَ فيها ظهره لرجاله المخلصين بحق و اهتم أكثر بمن بيدهم حركة الإقتصاد) سوى الوضع المزرى الذى نحياه من كل الأوجه !
فكر حكم العسكرهو الذى أدى لوصول حسنى مبارك و من سبقوه إلى الحكم و حماهم مع الثبوت بالقطع أنهم لم يكونوا الأصلح للحكم . مفهوم حكم العسكر يسئل عنه كل فئات الشعب المصرى و ليس العسكريين فحسب لأنهم خنعوا له طوعا معظم الأوقات باستسلامهم لأحكام لا يقبلها و لا يرضى بها أى انسان يدعى أنه حر أو كريم فى عيشه ، مما يطرح السؤال الأكبر هل جمهورية مصر العربية دولة مدنية أو حتى دولة إسلامية ؟!
فى مدوناتى التالية سأحاول أن أشرح فهمى لهذا الفكر على عدة أمثلة فى المؤسسات التعليمية ، المنظومة الإدارية ، المؤسسات الدينية ، استخدام سلطات القانون , التصرف فى الموارد الطبيعية و المال العام ، حتى فى التعاملات الشخصية بين المصريين .
هدفى الأساسى من الكتابة فى هذا الموضوع هو محاسبة نفسى أولا على خضوعى لكل ما فرضه على حكم العسكر فى مراحل حياتى المختلفة , أيضا أملى أن أرى جيشا قويا يكون مصدر فخرا و عزة لكل المصريين بحق ليس مجاملة أو رياء , و أخيرا لترسيخ مبدأ كرامة الإنسان أولا أينما وجد على الرقعة المصرية و دون النظر إلى أى اعتبارات أخرى .