بسم الله .. تحيا أرواح الشهداء .. و يسقط حكم العسكر
هل هو انهاء مدة الفترة الإنتقالية التى يتولى قيادتها - للأسف - المجلس الأعلى للقوات المسلحة ؟
هل هو اقصاء لكل الشخصيات العسكرية التى تتولى مناصب قيادية فى الدولة كرئاسة الجمهورية أو ادارة المحافظات أو المحليات ؟
هل هو اقصاء لكل الشخصيات العسكرية التى تتولى مناصب قيادية فى الدولة كرئاسة الجمهورية أو ادارة المحافظات أو المحليات ؟
أم ماذا ؟!
اسمحوا لى أن أقدم اضافة لمفهوم "حكم العسكر" الذى يجب علينا كمجتمع حر انهاؤه بكل الوسائل المتاحة و المشروعة , ليس كرها للمؤسسة العسكرية أو لمن ينتمون إليها و لكن خوفا على كرامة هذا الجيش التى انتهكت بانتهاك كرامة شعبه , مما يجعل المشهد معقدا فى عرضه حتى علىَ فى استكمال فهمه ، لهذا قبل أن تشرع فى قراءة السطور التالية أرجو أن تعتبر كل ما ستقرأه هو تعبير شخصى عن تجربة فعلية قابل للرفض أو للنقض أو حتى للسخرية و الأفضل سيكون للإستفهام و للنقاش.
حكم العسكر - كما اراه - هو زرع أوجه العسكرية فى كل المجالات داخل مصر (و خاصة المجالات الإدارية) حتى داخل شخصية المصريين أنفسهم ليكون المجتمع قادرا على صد أى عدوان ظاهرى قد يؤدى الى احتلال الأرض و ضياع السلطة أو نشر لأفكار من شأنها زعزعة اسقرارالنظام الحياتى اليومى أو هدم معتقد أو موروث اعتاد الناس عليه , فتكون النتيجة هى أن تنعدم الثقة فى أى شخص أو فكر يخالف العسكرية فترى المفكرين من مختلف الشرائح العمرية و المهنية و المعارضين السياسيين يعتقلون و يحرمون ليس فقط من التعبير عن قناعاته أو رفضهم بل حتى عن حقهم فى العيش كادميين تحت ادعاء نشر الفتن و زعزعة الإستقرار و العمالة لصالح جهات أجنبية و ترى العسكريين يرتادون اعلى المناصب حتى و ان اساءوا فى الإدارة .
حكم العسكر ليس شيئا ظاهريا يمكن أن يثار ضده بالهتاف أو بالمسيرات و الإعتصامات و لكنه قناعات و أفكار توارثناها أبا عن جد رسخت بداخلنا أن العسكرية شئ عظيم و مقدس و أن رجال الجيش و من يماثلوهم هم الأفضل دائما و الأجدر بالثقة , و هذا ما ثبت نفيه مع الثورة و الأحداث التى تبعتها. شعب مصر بمختلف شرائحه و خلفياته يمكن أن يساهم فى نهضة هذا البلد و الحفاظ عليه و من لديه شك فليسئل من شاء لهم الله أن يخرجوا من المعتقلات أو يتأملوا قصصا من من فقدوا حياتهم من أجل ما نحن فيه من تغيير.
لا أدرى بالضبط ما هى المهام المحددة المكلف بها الجيش و لكن كما حاضرنى أحد الضباط فى جلسة ودية بين حرارة شمس مايو و لهيب أسفلتها هى :
1- تأمين الحدود من العدوان الخارجى و من التهديدات الداخلية .
2- حماية الشرعية الدستورية (على حسب شرحهم هو الإجماع الشعب على اختيارات محددة) .
3- مساندة الإقتصاد الوطنى فى حال الأزمات الإقتصادية و تقليص اثار ضرر الكوارث الطبيعية . مما جعلنى أتساءل ما الذى قدمه الجيش لمصر على مدى العقود الست الماضية ؟ بالأخص و معظم من بيدهم صنع القرار كانوا من الجيش (باستثناء المرحلة الأخيرة فى حكم مبارك التى ولىَ فيها ظهره لرجاله المخلصين بحق و اهتم أكثر بمن بيدهم حركة الإقتصاد) سوى الوضع المزرى الذى نحياه من كل الأوجه !
فكر حكم العسكرهو الذى أدى لوصول حسنى مبارك و من سبقوه إلى الحكم و حماهم مع الثبوت بالقطع أنهم لم يكونوا الأصلح للحكم . مفهوم حكم العسكر يسئل عنه كل فئات الشعب المصرى و ليس العسكريين فحسب لأنهم خنعوا له طوعا معظم الأوقات باستسلامهم لأحكام لا يقبلها و لا يرضى بها أى انسان يدعى أنه حر أو كريم فى عيشه ، مما يطرح السؤال الأكبر هل جمهورية مصر العربية دولة مدنية أو حتى دولة إسلامية ؟!
فى مدوناتى التالية سأحاول أن أشرح فهمى لهذا الفكر على عدة أمثلة فى المؤسسات التعليمية ، المنظومة الإدارية ، المؤسسات الدينية ، استخدام سلطات القانون , التصرف فى الموارد الطبيعية و المال العام ، حتى فى التعاملات الشخصية بين المصريين .
هدفى الأساسى من الكتابة فى هذا الموضوع هو محاسبة نفسى أولا على خضوعى لكل ما فرضه على حكم العسكر فى مراحل حياتى المختلفة , أيضا أملى أن أرى جيشا قويا يكون مصدر فخرا و عزة لكل المصريين بحق ليس مجاملة أو رياء , و أخيرا لترسيخ مبدأ كرامة الإنسان أولا أينما وجد على الرقعة المصرية و دون النظر إلى أى اعتبارات أخرى .